بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى كافة الأنبياء
والمرسلين.
أيها الحضور الكرام
أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة
أيها الزملاء نواب الرئيس والعمداء وأعضاء هيئة التدريس
والعاملين الموقرين
أبنائي الخريجين والخريجات
الأهالي الكرام
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته، وبعد؛
فأهلا بكم في حرم الجامعة الأردنية، قادمين من كل جهات
أردننا الحبيب، من داخل الوطن وخارجه، ابتهاجا بتخرج بناتكم وأبنائكم، وقد
حققوا أمنياتكم وطموحاتهم في النجاح، فطوبى لهم ومبارك فرحكم بهذا النجاح.
نستهل معكم احتفالنا المبارك بالإعلان عن بدء
مراسم حفل تخريج الفوج الرابع والخمسين من طلبة الجامعة الأردنية لتستمر مسيرة
الخير فعلى بركة الله نبدأ.
قبل حوالي ستة عقود صدرت الإرادة الملكية السامية بتأسيس
الجامعة الأردنية خزان الفكر وأم الجامعات لتضخ في عروق الوطن والدول الشقيقة
والصديقة ما يقارب من ربع مليون خريج في مختلف التخصصات وعلى أعلى مستوى من
الكفاءة.
للعلى والشرف واليراع
المرهف
من جلال الاردن واختيال الزمن
يامنار المهتدى وانبثاق الفرقد
هذه الكلمات ملأت فضاءات الجامعة كأول نشيد للجامعة
الأردنية عام 1962.
أحبتي الطلبة الخريجين:
هذا يومكم المشهود، حصيلةً مشرفة لأيامكم وأعوامكم التي
توجها جهدكم وعزمكم بالتقدم والنجاح، وعطرتها دعوات أمهاتكم وآبائكم لكم الذين
لن تعرفوا صفاء ينابيع عطفهم ونقاء محبتهم وشدة حرصهم عليكم إلا عندما تمارسون
دورهم في المستقبل وأعرف أن قليلا منكم من المتزوجين يعون بعمق ما أقول .
والديكم سخروا ما في وسعهم من جهد ومال وتضرعوا إلى الله لتكونوا
اليوم في كامل بهائكم، وقمة ألق تفوقكم الذي يشع في حاضركم وينير مستقبلكم.
تنهون اليوم مرحلة من مسيرتكم العلمية ورجاؤنا معلق بكم
لتكونوا صناع المستقبل وروّاد ازدهاره، تلجون بواباته ماضين في مسالك المعرفة
والابتكار والإبداع، تسطرون بكل عزيمة عُدة الوطن وذخيرته، معظّمين صموده في
وجه كل الصعوبات والتحديات.
والجامعة وهي تعي دوركم المأمول تسعى إلى تذليل الصعاب التي
تعترض طريقكم، وتحرص على أن تزودكم بسلاح العلم والمعرفة في كل مكان وزمان، فهي
بيتكم الدافء ومنارة تنوير وعلم لعقولكم وقلوبكم.
ستواجهون أمامكم كل تحديات الوطن والعالم من حولنا يمر
بحالة غامضة ذئبية ثعلبية تحاك من خلالها صفقات والقدس وفلسطين الهدف الأول
لهذا المشهد. كما ستواجهون انفجار الثورة الصناعية الرابعة والجيل الخامس من
الحاسوب وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء وحوسبة السحاب
الالكتروني والكثير من المجهول ولكنه معلوم لمن يبحث عنه. هذا هو زمن السرعة
والمنافسة الذي يتطلب صحوة العقل وإضاءة الضمير، فاقرأوا وأبدعوا وابتكروا
أينما حط بكم الرحال وعيشوا في جنان العقل وفضاءات الحرية، واحملوا الوطن في
عقولكم وقلوبكم نحو المستقبل، وتمردوا على أي واقع متردٍّ بحكمة الحكماء وعقل
العلماء وروح الصالحين. إنني أستشرف المستقبل في بريق أعينكم ونقاء سريرتكم
وأدعو الله أن يوفق مسيرتكم.
لقد وضعت جامعتكم بعون الله وبجهود أعضاء أسرتها أهدافا
تجعلها جامعة أردنية عالمية ذكية منتجة وجاذبة متطورة مستقرة
ومستقلة ماليا ومنبرا ثقافيا وتنويريا يُضيء جنبات الوطن ويحي أمة ويشارك
بعنفوان بمسيرة الإنسانية.
فها هي تحقق موقعا في المقدمة وطنيا والتاسع عربيا ومن أول
600 جامعة عالميا حسب التصنيف العالمي كيو اس لعام 2019. جامعتكم تتحول بتسارع
مبارك لتكون جامعة ذكية وحققت إنجازات كبيرة في أن تكون جامعة لاورقية وتقدم في
مجال أتمتة كافة أنظمتها وفي التعليم والدفع الاليكتروني. جامعتكم يرتادها
حوالي خمسة آلاف طالب من 80 دولة شقيقة وصديقة. جامعتكم تطل
على الوطن والعالم من خلال تميز مخرجاتها وبفضل علمائها وأعضاء أسرتها ودعم
الوطن وقائده لها ومن خلال منصات عديدة تطل من خلالها على الوطن والعالم
بكلياتها ومستشفاها ومراكزها ودوائرها ومدرستها ومزرعتها ومبانيها وخدماتها
العديدة وأهمها أنتم أينما تواجدتم.
جامعتكم أطلقت أول وقفية في الجامعات الأردنية وأول مبادرة
مستمرة لدعم الجامعة عن طريق التبرعات وبدأت مشروع التحول إلى الطاقة الشمسية.
جامعتكم أنشأت هذا العام منتدى الجامعة الأردنية الثقافي ليكون منارة تنوير
وثقافة. جامعتكم تتفاعل مع الوطن والعالم بخزان الفكر الذي تمتلكه لتكون
المشروع الحضاري المتقدم في مشهد الوطن ولتلتقي مع شموخ وتطور ورفعة الوطن ورضا
الوطن وقائده الملك عبدالله الثاني حفظه الله. جامعتكم بنيت على أسسس صحيحة وها
نحن نعمل كفريق لنجعل اسمها يكبر.
أعزائي الطلبة الخريجين:
تستطيعون أن تفخروا بأنكم خريجو الجامعة الأردنية ويستطيع
الوطن أن يطمئن على مستقبله فالجامعة ساهمت في صنع الإنسان الأردني. أبارك لكم
ولذويكم نجاحكم وتخرجكم في جامعتكم الأم، الجامعة الأردنية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أ.د.عبدالكريم القضاة
رئيس الجامعة الاردنية
14-
6-
2019